d

d

الاثنين، 31 يوليو 2017

صِدام ثقافي

يظن الواحد منا أن الصِدام الثقافي الذي سيواجه في مسيرته هنا سيكون مع أبناء البلد الآخر: مع الإيرلنديين!
لكن شكرًا لأرامكو، شكرًا للأمريكان، وأخيرًا شكرًا لوهوليوود! فنحن كأبناء دولة أمريكانايزد حتى النخاع أو في ترجمة رديئة للكلمة متأمركه من شوارعنا الواسعه إلى محلات الأغذية سريعة التحضير إلى أماكن القهوة  -وبالمناسبة دانكن دونتس له وحشّه- إلى إلى إلى وإنتهاءًا بمتابعتنا منذ الطفولة للأفلام والمسلسلات الأمريكية وكنتيجه: إطلاعنا لما هو مقبول ومعتاد في المجتمعات الغربية. 
لذا كانت إجابتي الدائمه هي لا كبيرة للسؤال الذي يطرح من الأجانب مرات عديدة
- Did you have a cultural shock when you first came here?

لكن هذه ليست الحقيقة بالكامل، أعني لا لم أصاب بصدمة ثقافية تخصهم أو تخص ثقافتهم ولاماهو مقبول أو معتاد أو غير مقبول أو معتاد لديهم.. لا أبدًا

صدمتي الثقافية فور وصولي هُنا كانت مع أبناء بلدي، أو لأكون دقيقة مع بنات بلدي.


تريلي - كافتيريا المعهد التيكنولوجي قبل ٤ سنوات:

*نتأمل صف المدخنين بالخارج خلف الزجاج بينما نتناول غداءنا*

أنا: منظر البنات يدخنون جديد وغريب وغلط

صديقتي -السعودية أيضًا-: إيش تُقصدي؟ أنا أشيش وماما تشيش

أنا: لا ما أقصد شي! بس مضر بالصحه وكذا تعرفين يعني. شسمه شكل بريكنا خلص نمشي للكلاس؟


*ملاحظه: هذه القصة مثال  عن هوازن ذات التاسعة عشر التي توضح فكرة التصادم الثقافي الذي حدث، لاتعبر عن رأيي الحالي بمسألة التدخين للبنات و للأولاد على حدٍ سواء.



ومنذ تلك اللحظة تعلمت أنه ثمة عوالم أخرى وثقافات أخرى وتقاليد أُخرى خارج حدود منطقتي و ليس بالضرورة خارج حدود وطني بل داخله.


الجمعة، 24 فبراير 2017

غرباء عابرون، وأحاديث عابرة: كاثرين الستينية الطموحه المحبه للحياة




المكان - كافتيريا مكتبة جامعة دبلن:

إلتفتت علي المرأة الستينيه بجانبي وأنا أأكل وسألتني هل أحب الدراسة هُنا؟ 

... وهكذا بدأت المحادثة.

- " إسمي كاثرين، عمري ٦٧ من واشنطن في الولايات المتحدة لدي أربعة أولاد وعدد من الأحفاد أيضًا.
 أدرس ماستر في علم الأرشفة هُنا في الجامعة، لقد عملت في الأرشفة لمدة ١٠ سنوات سابقة. زوجي هُنا معي أيضًا هو يدرس ماستر في التاريخ الأمريكي من وجهة نظر أوروبيه وهذا سبب مجيئنا للدراسة في دبلن بدلًا من أمريكا.

عشنا في إسطنبول لمدة سنة ونصف قبل مجيئينا للدراسة هُنا أغسطس الفائت. نعم أحببت إسطنبول لكن شعرت بالوحدة كثيرًا فزوجي كان يعمل من ٨ إلى ٨ ، ولم يكن الناس يتحدثون الإنجليزية، والإنترنت كان في غاية السوء لم أستطع التحدث مع أولادي،  فبحثت عن عمل حتى وجدت عمل أرشفه في الكنيسة الوحيدة المتحدثه بالإنجليزية في تركيا. ونجوت.

سنتخرج الصيف هذا، وسيرافقنا أصدقاء لنا وسنبدأ رحلة عبر أوروبا وحتى الشرق الأوسط!

"- هذا يبدو كحلم بالنسبة لي! "

- ههههه إنه كذلك! نحن نعيش الحلم."



كاثرين كانت تكتب لمدة ربع ساعه على Macbook air وشعرها رمادي بقصة قصيرة أنيقة، تبدو في غاية الحياة والطمأنينة والسعادة، وإبتسامتها التي لاتفارقها وهي تحكي، وطريقة سردها وسؤالها وإجاباتها مرتبة جدًا وجذابه.
تحدثنا لنصف ساعه وكانت حديثها لايمل حقيقتًا ولم أملك نفسي إلا أن أسألها بالنهاية: ماهو سر كل هذه الحياة فيك ؟ ماهو سر حب الحياة؟ فكما تعرفين كثيرًا من الناس حتى بأعمار صغيرة مليئيين بالإحباط وووو

- شيئين: الأول هو إيماني بأن الحياة جيدة. عندما تكبر تستوعب فعلاً أن الحياة جيدة حتى عندما كنت بإسطنبول رغم كل الصعوبات كنت مؤمنه أن الحياة لازالت جيدة، لقد مررت بكل هذا، إنها process، لم تكن حياتي كالان  طبعًا، في الحقيقة لقد تربيت في بيت abusive.
الثاني إيماني أن الرب يحبني دائمًا، فإذا كان الرب يحبني ماسوء يمكن أن يحدث لي؟


- ماهو سر إستمرار علاقتك مع زوجك؟
نحن متزوجون لمدة ٤٢ سنة. أننا أعز الأصدقاء قبل كل شيء. هو أفضل شيء حدث في حياتي على الأطلاق... و أحفادي أيضًا. 

الاثنين، 6 فبراير 2017

تجربة العودة إلى الحياة البسيطة: دعوة للمشاركة!

كنتُ أكتب ، كنتُ أقرأ ،  كنتُ أفكر
كنتُ أرى ، كنتُ أتأمل ، كنتُ أبتكر


      (هذه الصوره لأحد المزارع في مصر، والتي تشبه جدًا مشهدًا من الطفولة لمزرعة جدي أطال الله في عمره والتي لازالت تمثل الصورة المثالية للحياة البسيطة بالنسبة إلي)

*حقيقتين من حقائق الحياة لايختلف عليها إثنان:
واحد: إن الأرض كرويّة.
إثنين: إن طفولتي كانت أفضل طفولة بالعالم.


*حلم دائم: أخوض تجربة الحياة البسيطه مشابهه لحياة جدي أطال الله في عمره في طفولتي حيث الهواء النقي والإستيقاظ والنوم على ضوء الصباح، حيث المأكل والمشرب كلها محضره في المزرعة ومن المزرعة، حيث لا إنترنت وتيكنولوجيا محدودة جدًا : حياة تشبه حياة طائفة الأميش في أمريكا. 


*ماهي تجربة العيش بدون هاتف ذكي في عالم متصل في كل ثانيه من كل دقيقه من كل ساعه من كل يوم عبره؟

*كيف ستكون جودة يومي بلا هاتف ذكي؟ هل سيرتفع مُعدل الإنجاز أم ينخفض؟ هل ستتعرقل أمورًا كثيرة بلا هاتف ذكي إبتداءً: كيف سأعرف جدول الباص؟ ونهايتًا بكيف سأعرف مالذي يحدث حولي؟ أم سأحفظ جدول مواعيد الباص كجاري المسن في الحارة؟ وسأكون على إطلاع على مايحدث من فترة وفترة؟

*كيف ستكون حالتي الذهنية بلا هاتف ذكي؟ هل سأبدأ بالتفكير وملاحظة الأشياء من حولي أكثر؟ هل سيرتفع مستوى التركيز لدي؟ والتركيز على مهمة واحدة في وقت واحد؟ هل سأشعر بالصفاء الذهني بعد إنتهاء أعراض إنسحاب الهاتف الذكي/السوشيال ميديا/الإتصال ٢٤ ساعه من كل يوم؟ هل سيعود حس الإبتكار والإبداع؟ هل سأكون خلاقّه أكثر؟

*هل سأنام بشكل أفضل؟ هل سأستيقظ بشكل أفضل؟ أم سأفتقد مشاركة صورة فطوري عندما يبدو أنيقًا بكل ذلك التوت الأزرق؟ أعي جدًا أنني شخص بصري جدًا، وأيضًا شخص يحب مشاركة الجمال مع العالم. 

*هل سأفعل الأشياء التي أقول دائمًا أنني أريد فعلها ولا أفعلها متعذرتًا بالوقت والطاقه والمزاج؟ هل سأبدأ بكتابة يومياتي وذكرياتي المهمة في محاولة للتوثيق ومشاركة القصص مع العالم؟ هل سأبدأ بممارسات روحانيه (الصلاة، التنفس العميق، التأمل، التفكر، اليوقا ربما؟) كل يوم كما أردت دائمًا أن أفعل؟ هل سأمارس الرياضه بشكل شبه يومي كما أردت دائمًا أن أفعل؟ هل سأطهو طعامًا صحيًا أكثر كما أردت دائمًا أن أفعل؟ هل سآكون ذهنيًا واعية لما أأكل؟ مستشعره لنعمة الغذاء الذي قال الله جل جلاله عنها: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)



الإجابه: لا أعلم.
قد أكون أعول على نظام الحياة البسيطة كثيرًا. قد لايكون سبب عدم تحقق كل ذلك هو هاتفي الذكي والسوشيال ميديا، لكن الأكيد أن تحقيق ماأريد تحقيقة سيكون أسهل قليلًا (أو ربما كثيرًا) بلا ملهيات يومية أكبرها إن لم يكن أوحدها: الهاتف الذكي/السوشيال ميديا.

 لهذا أريد أن أبدأ خطة تدريجية في خوض تجربة الإستغناء عن الهاتف الذكي وإستخدام السوشيال ميديا فقط في المناسبات المهمه (الإعلان عن معرض خيري أعمل عليه مثلًا :p). لطالما كنت شخص ذو إهتمام عالي بجودة الحياة، وذو حنين عالي لحياة تُشبه تلك التي في طفولته. فهذا النوع من التجارب ليس جديدًا بالنسبة لي، ففي السمستر ماقبل السابق خضت تجربه قصيرة بإستبدال هاتفي الذكي بآخر غير ذكي (لكن ذو بطارية أذكى يالسُخرية القدر!). فالرغبة دائمه لإيجاد التوازن بين جودة الحياة الواقعية وبين الإستفادة من التيكنولوجيا الحديثه ومزايا الإتصال السريع في السوشيال ميديا. والمحاولات ليست بالجديدة وقائمه حتى يتحقق ذلك -بإذن الله-. 


تفاصيل الخطة التجريبيه -لمدة إسبوع- (قابله للتغيير والتعديل):
١- سأستبدل هاتفي الذكي بهاتفي اللاذكي وسأغلقه تمامًا وأضعه بصندوق مغلق.
٢- سأبلغ والدتي وكل من يهمني ويهمة الأمر بطريقة التواصل معي الجديده. عبر الهاتف: مكالمة أو رسالة نصية. أو عبر الإيميل لزملاء العمل أو اللاقريبين.
٣- قضاء وقت بالمكتبه لإستخدام كمبيوتر الجامعه لأغراض الدراسة والعمل. (عدم الخروج عن ساعات المكتبه في إستخدام الكمبيوتر لغرض الدراسة والعمل إلا للضرورة)
٤- الإطلاع يوميًا على الإيميل بعد ساعتين من الإستيقاظ، وقبل ساعتين من النوم فقط. 
٥- إستخدام الكمبيوتر مره باليوم لإجراء مكالمة فيس تايم مع الماما. 
٦- في نهاية الإسبوع، الإطلاع سريعًا على السوشيال ميديا ومشاركة الأشياء التي قد أكون أردت أشاركها خلال الإسبوع.


للمشاركه في التجربه:
أرسلي/أرسل لي إيميل بأنك تود المشاركه بالتجربه، وبعد إسبوع إيميل ءآخر تعرض نتائجك وأفكارك حيالها، فشلك أو نجاحك فيها، قوانينك التي سننتها لنفسك، تجربتك بشكل عام (ولو قررت التوقف عن الإستمرار فيها بعد يوم).

وسأعرضها هنا في بوست جديد (بلاأسماء) للجميع لنرى كيف تعامل كل منا مع التجربه. 

الإيميل: Hawazen.alotaibi@ucdconnect.ie





الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

Easter Rising:١٩١٦-٢٠١٦: إحتفال مئوي!






  • كتبت في السادس والعشرين من مارس ٢٠١٦  تويتات عن إحتفال جمهورية إيرلندا المئوي الأول بتحريرها عن دولة البريطانية بعد إحتلال دام ٨٠٠ سنه: 

“ تحتفل غداً جمهورية إيرلندا بمناسبة مرور مئة سنة على إندلاع الثورة الإيرلندية ضد -ما كانت- الإمبراطورية البريطانية والتي أدت إلى إستقلالها. بدأت القصة في عام ١٩١٦ أي قبل مئة عام عندما بدأ مجموعة من الثوار بمطالبات للحصول على قيادة بلدهم الكاملة، الرأي العام لم يكن يرى ضرورة ذلك و كان يراه شغب. الشبّان الثوّار أصحاب الرؤية فاض بهم الكيل من حالهم وحال بلادهم تحت الحكم البريطاني، ومن إخلاف بريطانيا التي كانت تخوض الحرب العالمية الأولى آن ذاك لوعدها السابق لهم ومماطلاتها بإن تمنحهم قيادة في بلدهم ماإن يشاركوا معها في حروبها والتي كان آلآف الجنود الإيرلنديين يخوضونها معها وعنها. الشبان الثوار رغم ضعف إمكانياتهم ورغم كونهم يتحدون الإمبراطورية الأعظم آن ذاك إلا أنهم كان لديهم حلم. حلم لتحرير وطنهم وهويتهم وثقافتهم. فالإيرلنديين لغتهم الأم ليست الإنجليزية التي يتحدثونها حالياً، الإيرلندية/القييلك هي لغتهم الأم والتي شبه إندثرت لأن متحدثها كان مصيرة القتل آن ذاك. وحتى دينياً بالرغم من كون الشعب الإيرلندي يتبع الطائفة الكاثولوكية، كان الحكم البريطاني بروتستانت يحكم بالقمع والعنصرية ضد الطائفة الأكثرية. وحتى مجتمعياً، كان معظم الشعب الإيرلندي من الطبقة الكادحه في بلده ولم تكن أحوالهم بالجيدة، بينما الطبقة الثريه كانت بروتستانت/إنجليز. بدأ الشبان الثوّار المكون من (شباب وشابات) بإثارة الشغب في مواقع رئيسية للحكومة البريطانية بدبلن -عاصمة إيرلندا- عن طريق رمي متفجرات بسيطة. نجح ذلك في إثارة الشغب وإستفزاز الحكومة البريطانية رغم كونهم مجرد جماعة من الثوار ضد إمبراطورية وبالرغم من كون الرأي العام كان ضدهم كذلك. ردة الفعل من الحكومة والتي كانت إعدام وحشي للثوار وسجن الكثير هي من صنعت الفرق وهي من مهدت لنجاح الثورة ولو بعد حين رغم محاولات إخمادها. فبعد ما تعاملت بريطانيا بوحشية مع الثّوار وغير الثوار والإعدامات وقتل الأبرياء تبدل الرأي العام تماماً وتغير، فكسبت الثورة تأييد الأكثرية. القصة والتفاصيل تطول، لكن بشكل مختصر هكذا بدأت قصة تحرير جمهورية إيرلندا من بريطانيا، وهذا بإختصار شديد ماتحتفل دبلن غداً بذكراه المئة. ”



  • وفي السابع والعشرين من مارس: إستيقظت في الصباح الباكر إستعداداً لحضور هذا الإحتفال المئوّي المنتظر من شهور والذي كنت أتعلم عنه وأتحدث عنه بشغف -والقليل من الإزعاج- مع من أعرف ومن لاأعرف، ومع من يعرف و مع (الجاهل عمداً مع سبق الإصرار والترصد) من لايعرف ومع عدم إعتذاري لتسميتهم بذلك. فلم تترك هذه المدينة لأيً من سكانها عذرًا لأن يكون جاهلاً تماماً بهذه القصة المهمه بل الأهم وعن هذا الحدث الكبير بل الأكبر، فقد إكتست هذه المدينة الصغيرة حُلة إحتفال ذكرى الـ ١٩١٦ المئوي من شهور، من تزيين كل متاحف المدينة بحلة الـ ١٩١٦ وإضافة ركن له في كل متحف، من لافتات أنيقة إكتسحت أعمدة الإضاءة في كل شارع تقريبًا، من باصات عسكرية تجوب الشوارع وأماكن الثورة من شهور ليعود مرتاديها مئة عام ويعايشوا الحدث وكأنه يحدث لهم،  من معارض تم إفتتاحها خصيصاً لهذا الحدث، من عروض مسرحية، من مسلسلات صورت حديثًا للذكرى المئوية، من أفلام وثائقية، من.. من.. حرفيًا لاعذر بتاتًا البتّه.
عودتًا لإستيقاظي المبكر، وكالعادة، ولايهم إن إستيقظت متأخراً أو باكراً النتيجة واحدة: ركض لمحطة الباص “لأنو أوه-ماي-قاد تأخرت” 
(طبعًا المواصلات العامه والخاصه في وسط المدينة في ذاك اليوم متعطلة إثر الإحتفال الضخم، لكن بالإمكان أن تصل على بعد قريب وتكمل المسافة المتبقية سيرًا على الأقدام)
وصلت للمحطة لأجد عددٍ لابأس به من الناس والأطفال المتزينين بالأخضر أو بالعلم الإيرلندي وفي صف طويل لدخول الباص الوحيد الذاهب لمقر الحدث نتفاجئ أن الباص هذا الصباح مجاني وليس على أيًا منا دفع رسوم الركوب مما أضاف للبهجة وللإجواء الإحتفالية. وبالكرسي الخلفي، يجلس أب وإبنه، الأول يجيب والثاني يسأل ويسأل ويسأل وفي كل مرّة أنا أبتسم وأبتسم وأبتسم. 
الإستعدادات للحفل والترتيبات كانت جبّاره. وضعت شاشات ضخمة عالية الدقّه في أهم شوارع المدينة تعرض عليها المسيرة والإحتفالات لايڤ مما يعني أن مشاهدة وحضور هذا الحدث المئوي الضخم والذي أتى لحضوره الناس من مختلف البلاد كان بلا تزاحم ولاتدافع وكان حضارّي جدًا. الحفل تم بتواجد كل مهمين البلاد من رئيس الدولة والحكومة وإلخ وشاركت فيه كل أجهزة الدولة، برية.. بحرية.. جويّة.. دِفاع.. إستخبارات إلخ بل وحتى رفرف عددٌ من الأعلام العربية في المسيرة. بدأ الحفل من نقل مباشر لوصول رئيس الدولة للسجن الذي تم فيه إعدام الثوار من قبل البريطانين وقراءة خطاب مع دقيقة صمت لأرواح الثوار ومن ثم تم رفع العلم. وبعدها تم قراءة خطاب التحرير الذي كتبه الثوار وبعدها ألقى وزير الدولة كلمة وحضرت الأحزاب السياسية جميعها. وحمل عدداً من أحفاد الثوار الرايات في بداية الإحتفال/المسيرة وتم التعريف عن كلٍ على حدى في الشاشات حفيدة هذا الثائر.. حفيد هذا الثائر إلخ. ومن ثم بدأت المسيرة الضخمة التي شاركت فيها كل أجهزة الدولة من: دفاع، طيران، شرطه، إستخبارات، مطافيء....إلخ 









(ملاحظه كل الصور مقتبسه من موقع BBC)

نهايتًا هذا ڤيديو قصير للإحتفال:








الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

مشوار تاكسي Taxi Ride




يُقال أن مهنة سائق تاكسي هي مهنة مناسبة لمن يهوى مقابلة الغرباء والأحاديث التي تطول أو تقصر حسب الوجهه. لم أكن سائق التاكسي، ولكن كنت الراكب في المقعد الخلفي الذي قابل سائقي التاكسي هؤلاء وإستمع لقصصهم وشارك في كل أنواع الأحاديث معهم: ن





١





هل تعلمين ماذا كانت تقول أمي دومًا؟ الإبنة تظل إبنة والديها طيلة حياتها، والإبن  يظل إبن والديه حتى يتزوج ههههههه
هل تعرفين لما لاتغيب الشمس أبدًا عن الإمبراطورية البريطانية؟ لأن الرب لايثق أبدًا بالإنجليز في الظلام ههههههه 



ــ جون، سائق التاكسي الإسكوتلندي




٢








أنا محظوظ جدًا لأنني لم أجرب أبدًا هذا الشيء المسمى -هوم سيكنيس/إظطراب التشوق إلى الوطن-. لم يسبق لي أن إستيقظت في السادسة صباحًا وبكيت على كم إشتقت لوطني. ليس هناك أي سر، إذا كنت تشعر بشعور جيد، لايهم أين أنت في العالم ستظل تشعر بشعور جيد



ــ بيتر، سائق التاكسي من بلغاريا





٣





لم أعد أؤمن بأي شيء عدا القرءان والقرءان فقط مؤخرًا. زوجتي لاترتدي الحجاب لكنها ترتدي ملابس ساترة ولازالوا ينتقدونها. إمي وأخي للتو قدمو من مكه لقد كنت خائفًا جدًا عليهما لأنه كما تعرفين السعودية ليست ءآمنه للأجانب. أمي كبيرة بالسن وكانت هذه أيضا أول رحلة لها على متن طائرة، ليس ممكن أن تكون أسعد من هذا 



ـــ سائق التاكسي الباكستاني المسلم



٤




من إسبوعين قدمت من رحلة إلى إبني الذي يعمل في دبي ووجب علي أن أقول أن ذلك المكان فاق كل توقعاتي! هل السعودية أي شي من هذا القبيل؟

ـــ سائق التاكسي في مدينة قالواي



٥




صديق لي شرب الكحول في السعودية خارج الكومباوند/المقر السكني في وقت بعيد مثل أوائل التسيعينات أو ماشابه ولايزال يتفاخر في كل حين متى ماسنحت الفرصه ويقول: لاتعرف كيف يبدو السجن في الحقيقة حتى تذهب لسجنِ في السعودية! هههههه. نعم أخرجوه بعد شهر أو ماشابه وتعلم درسه جيدًا

ـــ سائق التاكسي في مدينة دبلن



٦




عندما كنت صغيرًا كنت جيدًا في أعمال البناء وعملت لصالح شركة إيطالية بعيدا في وطني، بعد فترة من الزمن أعجبوا بعملي كثيرًا و عرضوا علي أن أذهب لإيطاليا للعمل معهم، رفضت العرض وقررت الذهاب لعمتي في بريطانيا وسفر العالم بدلاً من ذلك... إنني نادم كثيرًا الان

ـــ سائق التاكسي من تاترستان/تاجيكستان



٧




أوه السعودية؟ لقد كنت أعمل في شركة أجهزة إتصالات بحرية في قالواي، وكنا نصدر الكثير من منتجاتنا لشركة في السعودية إسمها بن لادن في الثمانينات، وللإمارات أيضا

ـــ سائق تاكسي في قالواي



٨




هل سمعتي بما حدث؟!!!! يقال أن شخص إيرلندي ربح اليانصيب الأوروبي الإسبوع الفائت، ٨٧ مليون يورو
أعرف إمرأة في كورك ربحت ١٦ مليون في اليانصيب قبل خمسة سنين، والآن انتقلت من بيت إلى بيت، ولديها حماية ٢٤ ساعة، وأخبرتها الشرطة أن تكون حذرة عندما تخرج من البيت. حياتها الإجتماعية تغيرت جدًا بالإضافة لكل شيء ءآخر، لاأعتقد أن النقود جعلتها سعيده

ــــ سائق التاكسي من محطة هيوستن




٩




إبني لدية دكتوراه في الفيزياء، و وظيفة ممتازة في ألمانيا، لكن لاعائلة، لازوجة، لاحبيبة. هو شغوف جدًا بعملة إلى حد أنه لم يملك الوقت ليجعل حياته الشخصيه رائعه مثل حياته العملية!

ـــ والد العبقري، سائق التاكسي في دبلن



١٠




سُنيّة؟ أي المذهبين أنتم؟ المسالمين أم المخيفين؟

ـــ سائق التاكسي في ميل تاون




١١




كلما تتقدم بالعمر تبدأ في تقدير الأمور المهمه حقًا في الحياة مثل العائلة. هذا يسمى النُضج عزيزتي، لقد نضجتي هذا السبب. 

ـــ سائق التاكسي ذو السيارة الفاخرة، دبلن



١٢





 لقد خدمت كجندي إيرلندي في الحدود اللبنانية الإسرائلية قديمًا عندما غزت إسرائيل لبنان.  لقد كنت في الجهة اللبنانية مع اليونيسيف ولقد كنا نقف يدًا بيد بشكل سلمي لنمنع الجيوش الإسرائليه من دخول لبنان عندما ضربني جندي إسرائيلي متغطرس بسلاحه على رأسي لأتراجع لكنني وقفت على رجلي وإنهلت عليه بالضرب. حمدًا لله الإعلام كان حاضرًا وقتها وقد سجل الحادثه من بدايتها ليرى العالم حقيقة الجيش الإسرائيلي. عندما رأت والدتي إبنها في الأخبار يضرب جنديًا إسرائيليًا، هلعت وحاولت أن تتواصل معي بأسرع وقت ممكن. بالطبع وقتها لم يكن هناك سهوله بالتواصل، وعندما تواصلت معي هزأتني على فعلتي تلك 
هههه
في الوقت الحالي أنا أدرس علم النفس في جامعة دبلن، والإسبوع المقبل سأركض ماراثون. عندما أتخرج أنوي إعادة زيارة الشرق الأوسط، خصيصًا لبنان مره أخرى






 ــ سائق التاكسي الستيني - جرڤس مول

١٣

" آه من المملكه العربيه السعودية؟ لقد عملت في رأس تنورة عندما كان عمري ١٥ سنه في بواخر نقل نفط نرويجيه لمدة ٦ سنوات عام ١٩٥٤. كانت البواخر تنقل النفط من بلادكم، والبحرين، والكويت وغيرها لإستراليا والهند والعديد من الأماكن. لقد زورت إمضاء أبي وإستخرجت جواز لأذهب للندن ومن ثم للعمل مع شركة نقل النفط.
إمممم لا أعرف أيا من العربيه، إممم مالذي أعجبني؟ إممم كل ما أستطيع قوله أن بلدتكم حاره جدًا"

ـــ السائق الخمسيني في دبلن الذي لايبدو عليه أن تجربته بالعمل بالسعودية كانت جيده البته.

1

"You know what my mother used to say? a daughter is a daughter all her life, a son is a son till he takes a wife!"
"You know why the sun never sat on the british empire? because God can never trust the english in the dark hahaha"
__ John, the Scottish taxi driver.


2
"I'm so lucky I've never experienced this thing called -home sickness-. I've never wake up 6 in the morning and cried over how much i miss home. There is no secret, if you feel good no matter where you are in the world, you will feel good"
__ Peter, the taxi from Bulgaria.


3
" I don't believe in anything or anyone other than the Quran and only the Quran anymore. My wife doesn't wear Hijab, but she wears modest clothes and they still judge her. My mother and brother just came from Makkah, Saudi Arabia, I was so scared cause you know how Saudi isn't safe for foreigners!. Its their first time outside the country and mom is so old and its her first plane ever, she couldn't be more happier! "
__ The muslim taxi driver.


4
"I just came from a visit to my son who works in Dubai two weeks ago. And I have to say that place is beyond all my expectations! is Saudi Arabia anything like that?"
__ Irish taxi driver in Galway.


5
"My friend drank in Saudi Arabia outside the compounds or something long long time ago like in the 90s, and he brags about it every now and then :"You never know what jails is like until you go to jail in Saudi Arabia" hahaha. After a month or so they released him but yeah he learned his lesson"
___ Irish taxi driver in Dublin


6
"When I was younger I used to be good at construction and i worked for that italian company back home and after awhile they liked me so much that they offered that i come work with them in Italy, I refused it and decided to go to my aunt in Germany and travel the world instead..... I regret it so much now"
___ The taxi driver from Tatarstan/Tajikistan.


7
"Oh Saudi Arabia? I used to work in Marine telecommunication in Galway and we used to export a lots of our products to a Saudi company called "Bin Laden" in the 80s and to the United Emirates as well!"
__ Irish Taxi drives in Galway


8
"Have you heard? an irish person won  E-I-G-H-T-Y  S-E-V-E-N million in the EuroLottery last week!!!!!!!"

"I know a woman in Cork won 16 millions in the lottery 5 years ago, now she moved houses and have 24hrs security and police tells her to be careful whenever she leaves the house, and her social life changed in top of everything else,  I don't think money made her that happy!"
___ Houston station taxi driver


9

"My son has a PHD in physics, he has a great job in Germany now,  but no family, no wife, no girlfriend, he is so passionate about what he do that he didn't have the time to make his personal life as great as his career"
__ The father of the genius dublin taxi driver


10

"sunni? are you the scary or the peaceful ones?"
__ Milltown taxi driver

11


"as you get older you start appreciating the things that matters the most in life like family. It's called growing up, you grew up darling, thatst why!"

__ BMW taxi driver
12

"I served as an Irish solider at the Israeli-Lebanese boarder back when Israel invaded Lebanon. I was at the Lebanese part with UNICIF and we were standing hand in hand peacefully to stop the Israeli armies from entering Lebanon, When one arrogant Israeli solider hit me in the head with his gun to back off, but i stood up and bet him up really hard and luckily the media had filmed the incident from the beginning, so the world know how the Israeli army is, however when my mom saw her son on the news beating up an Israeli solider she freaked out and tried to reach me as soon as possible, back then there was no cell phones, so when she reached me she gave out to me hahaha. Currently I'm doing my psychology degree in DCU. Next week I'm running a marathon. When I graduate i wanna travel back to the middle east countries, particularly Lebanon again."


_ The 60 years old Irish taxi driver- Jervis.
    


13

" Oh you are from Saudi Arabia? i worked in a Norwegian Oil shipping company when I was 15 for 6 years inn 1954. It used to ship oil from your country and the gulf to places as far as Australia and India. I
ummm no I don't know any arabic.. what did i like? well i just can say that your country is really hot"

 ___The 50 something Dublin taxi driver who doesn't seem that he had a good working experience in Saudi

السبت، 17 ديسمبر 2016

لهجاتنا

أؤمن بجمال اللغه، وبأهمية الكلمات. أؤمن بأن لهجاتنا أحيانًا لاتعسكنا، وأننا نفشل أحيانًا في التعبير. في إختيار الكلمات الملائمة. وأن لهجتنا المحلية أحيانًا قد تكون هي السبب، لأننا أحيانًا لانجد فيها الكلمات، ولا أنفسنا. وأننا أحيانًا نجد شخصياتنا وأنفسنا في لهجات أخرى، في كلمات أكثر رقّه أكثر أناقّه. كلمات تشبهنا  أكثر. 



 ربما لأننا لم نعد نعيش في صحراء ولَم نتطبع بطباعها كما في السابق ليكن إستخدام تلك الكلمات ملائمًا لطبيعتنا. ربما لأن طبيعتنا تغيرت، لم نعد صحراويين كما في السابق. ولم تعد تلك الكلمات الجافة تمثلنا خير تمثيل. 




- قد أكره أكله محلية بسبب إسمها


- لا أجد عذوبه الشعر في بعض القصائد بكلمات عامية بحته وتشبيهات غريبه


- أغاني الأفراح الخليجية "والطق" 


- ........ إلى ءآخر اللستة.



يحدث أن لايندمج شخص مع طبيعة مجتمعه كثيرًا. ولكن هذا لايلغي حقيقة أنه معجب بأمور كثيرة جدًا في ثقافته، بكلمات وتعبيرات كثيرة جدًا فيه. 



 




الخميس، 15 ديسمبر 2016

غرباء عابرون.. وأحاديث عابره


"عندما تلتقي بشخص إيرلندي فهناك إفتراضية أن ٨ من كل ١٠ ستلتقيهم إما عاش/عمل أو يعرف شخص يعيش/يعمل في المملكة العربية السعودية ودول الخليج."

ــــ إيرلندا ١٠١

من أحد الأمور المُثرية في الحياة وفي السفر هي محادثاتك العابرة مع الغرباء فهي تفتح لك عوالم وثقافات وأفكار وقصص فكونك غريب وكونهم غرباء وربما لن تلتقوا أبدًا مجددًا يجعل الإثنين في نوع من الإريحية في هذه المحادثه العابره و التي غالبًا مايحكون لك فيها قصة حياتهم أو حكمتهم المفضله أو حتى أن تجد أمرًا مشتركًا بشكل غير متوقع بينك كشرقي جدًا وبينهم كغربيين جدًا


وهذا ماحدث اليوم تمامًا.


*

أمام الطاولة المستطيلة الطويله بكرسي خشبي يتمد على طولها في كلاً من الجهتين المتعاكسة يقف هذا الإيرلندي بلباقة وتهذيب الإيرلنديين المُعتاد:

- هل تمانعين لو جلست هنا؟


- أبدًا، كنت أفكر وأنا أنظر لحقيبة التسوق التي تحملها أنني سأشتري واحده مثلها حالما أنتهي من الأكل


- في الحقيقة لقد قدمت للتو منها بعد إعادة كتب كنت قد إشتريتها بالأمس لزوجتي الحامل أعطوني إياها مجانًا نظرًا لعدد الكتب التي إشتريتها، فأرجو أن تقبليها فأنا لن أستخدمها أبدًا


- لا لا شكرًا، هودجز هي مكتبتي المفضله ولهذا السبب أعجبتني الحقيبة جدًا


- إنني أصر، زوجتي في شهرها الأول بطفلنا الأول وكنت قد اشتريت ١٠ كتب عن الأطفال إختارت منها ٥ وأعدت الباقي،   وفي الحقيقة أعطوني إثنتين ولن نستخدم إحداها أبدًا


- أنت لطيف جدًا، شكرًا


وبعدها بدقائق إبتدأت محادثة الغرباء التي تحدثت عنها وعندما عرف أنني سعودية ذكر أنه كان في الرياض قبل إسبوعين فقط في رحلة عمل مع شركات الإتصالات في السعودية وعلى إطلاعة على الحملة التي أقامها السعوديين على إس تي سي

وتحدث في كل شيء عن طفولته في البحرين بحكم عمل أبيه في نهاية الثمانينات إلى الـ ٩٤ والتي توترت الأوضاع فيها في البحرين حسب قوله فعادوا لإيرلندا وهاهو على خطى أبيه يعود للعمل بمجال يجعله يزور الخليج من فترة إلى فترة. وعن أمور سعودية وإيرلندية بحته كثيره. وأنهى الحديث بسؤالي عن رأيي في قرار العملة الجديده، وأجبته بأن من أحد الأشياء الجميلة عن السعودية كان كون أموالنا كلها ورقيه فقط وليس كما في أوربا أو في بقية العالم.


إنتهى الحديث ورحل كل منا، بلا إسماء ولاعنواين... مجرد قصص