d

d

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

Easter Rising:١٩١٦-٢٠١٦: إحتفال مئوي!






  • كتبت في السادس والعشرين من مارس ٢٠١٦  تويتات عن إحتفال جمهورية إيرلندا المئوي الأول بتحريرها عن دولة البريطانية بعد إحتلال دام ٨٠٠ سنه: 

“ تحتفل غداً جمهورية إيرلندا بمناسبة مرور مئة سنة على إندلاع الثورة الإيرلندية ضد -ما كانت- الإمبراطورية البريطانية والتي أدت إلى إستقلالها. بدأت القصة في عام ١٩١٦ أي قبل مئة عام عندما بدأ مجموعة من الثوار بمطالبات للحصول على قيادة بلدهم الكاملة، الرأي العام لم يكن يرى ضرورة ذلك و كان يراه شغب. الشبّان الثوّار أصحاب الرؤية فاض بهم الكيل من حالهم وحال بلادهم تحت الحكم البريطاني، ومن إخلاف بريطانيا التي كانت تخوض الحرب العالمية الأولى آن ذاك لوعدها السابق لهم ومماطلاتها بإن تمنحهم قيادة في بلدهم ماإن يشاركوا معها في حروبها والتي كان آلآف الجنود الإيرلنديين يخوضونها معها وعنها. الشبان الثوار رغم ضعف إمكانياتهم ورغم كونهم يتحدون الإمبراطورية الأعظم آن ذاك إلا أنهم كان لديهم حلم. حلم لتحرير وطنهم وهويتهم وثقافتهم. فالإيرلنديين لغتهم الأم ليست الإنجليزية التي يتحدثونها حالياً، الإيرلندية/القييلك هي لغتهم الأم والتي شبه إندثرت لأن متحدثها كان مصيرة القتل آن ذاك. وحتى دينياً بالرغم من كون الشعب الإيرلندي يتبع الطائفة الكاثولوكية، كان الحكم البريطاني بروتستانت يحكم بالقمع والعنصرية ضد الطائفة الأكثرية. وحتى مجتمعياً، كان معظم الشعب الإيرلندي من الطبقة الكادحه في بلده ولم تكن أحوالهم بالجيدة، بينما الطبقة الثريه كانت بروتستانت/إنجليز. بدأ الشبان الثوّار المكون من (شباب وشابات) بإثارة الشغب في مواقع رئيسية للحكومة البريطانية بدبلن -عاصمة إيرلندا- عن طريق رمي متفجرات بسيطة. نجح ذلك في إثارة الشغب وإستفزاز الحكومة البريطانية رغم كونهم مجرد جماعة من الثوار ضد إمبراطورية وبالرغم من كون الرأي العام كان ضدهم كذلك. ردة الفعل من الحكومة والتي كانت إعدام وحشي للثوار وسجن الكثير هي من صنعت الفرق وهي من مهدت لنجاح الثورة ولو بعد حين رغم محاولات إخمادها. فبعد ما تعاملت بريطانيا بوحشية مع الثّوار وغير الثوار والإعدامات وقتل الأبرياء تبدل الرأي العام تماماً وتغير، فكسبت الثورة تأييد الأكثرية. القصة والتفاصيل تطول، لكن بشكل مختصر هكذا بدأت قصة تحرير جمهورية إيرلندا من بريطانيا، وهذا بإختصار شديد ماتحتفل دبلن غداً بذكراه المئة. ”



  • وفي السابع والعشرين من مارس: إستيقظت في الصباح الباكر إستعداداً لحضور هذا الإحتفال المئوّي المنتظر من شهور والذي كنت أتعلم عنه وأتحدث عنه بشغف -والقليل من الإزعاج- مع من أعرف ومن لاأعرف، ومع من يعرف و مع (الجاهل عمداً مع سبق الإصرار والترصد) من لايعرف ومع عدم إعتذاري لتسميتهم بذلك. فلم تترك هذه المدينة لأيً من سكانها عذرًا لأن يكون جاهلاً تماماً بهذه القصة المهمه بل الأهم وعن هذا الحدث الكبير بل الأكبر، فقد إكتست هذه المدينة الصغيرة حُلة إحتفال ذكرى الـ ١٩١٦ المئوي من شهور، من تزيين كل متاحف المدينة بحلة الـ ١٩١٦ وإضافة ركن له في كل متحف، من لافتات أنيقة إكتسحت أعمدة الإضاءة في كل شارع تقريبًا، من باصات عسكرية تجوب الشوارع وأماكن الثورة من شهور ليعود مرتاديها مئة عام ويعايشوا الحدث وكأنه يحدث لهم،  من معارض تم إفتتاحها خصيصاً لهذا الحدث، من عروض مسرحية، من مسلسلات صورت حديثًا للذكرى المئوية، من أفلام وثائقية، من.. من.. حرفيًا لاعذر بتاتًا البتّه.
عودتًا لإستيقاظي المبكر، وكالعادة، ولايهم إن إستيقظت متأخراً أو باكراً النتيجة واحدة: ركض لمحطة الباص “لأنو أوه-ماي-قاد تأخرت” 
(طبعًا المواصلات العامه والخاصه في وسط المدينة في ذاك اليوم متعطلة إثر الإحتفال الضخم، لكن بالإمكان أن تصل على بعد قريب وتكمل المسافة المتبقية سيرًا على الأقدام)
وصلت للمحطة لأجد عددٍ لابأس به من الناس والأطفال المتزينين بالأخضر أو بالعلم الإيرلندي وفي صف طويل لدخول الباص الوحيد الذاهب لمقر الحدث نتفاجئ أن الباص هذا الصباح مجاني وليس على أيًا منا دفع رسوم الركوب مما أضاف للبهجة وللإجواء الإحتفالية. وبالكرسي الخلفي، يجلس أب وإبنه، الأول يجيب والثاني يسأل ويسأل ويسأل وفي كل مرّة أنا أبتسم وأبتسم وأبتسم. 
الإستعدادات للحفل والترتيبات كانت جبّاره. وضعت شاشات ضخمة عالية الدقّه في أهم شوارع المدينة تعرض عليها المسيرة والإحتفالات لايڤ مما يعني أن مشاهدة وحضور هذا الحدث المئوي الضخم والذي أتى لحضوره الناس من مختلف البلاد كان بلا تزاحم ولاتدافع وكان حضارّي جدًا. الحفل تم بتواجد كل مهمين البلاد من رئيس الدولة والحكومة وإلخ وشاركت فيه كل أجهزة الدولة، برية.. بحرية.. جويّة.. دِفاع.. إستخبارات إلخ بل وحتى رفرف عددٌ من الأعلام العربية في المسيرة. بدأ الحفل من نقل مباشر لوصول رئيس الدولة للسجن الذي تم فيه إعدام الثوار من قبل البريطانين وقراءة خطاب مع دقيقة صمت لأرواح الثوار ومن ثم تم رفع العلم. وبعدها تم قراءة خطاب التحرير الذي كتبه الثوار وبعدها ألقى وزير الدولة كلمة وحضرت الأحزاب السياسية جميعها. وحمل عدداً من أحفاد الثوار الرايات في بداية الإحتفال/المسيرة وتم التعريف عن كلٍ على حدى في الشاشات حفيدة هذا الثائر.. حفيد هذا الثائر إلخ. ومن ثم بدأت المسيرة الضخمة التي شاركت فيها كل أجهزة الدولة من: دفاع، طيران، شرطه، إستخبارات، مطافيء....إلخ 









(ملاحظه كل الصور مقتبسه من موقع BBC)

نهايتًا هذا ڤيديو قصير للإحتفال:








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق